عدد مشآرڪآتي : 325ـالنقآآط : 882السٌّمعَة : 2تاريخ الإنتساب : 17/07/2011 العمر : 26
موضوع: الحركات السياسية في زمن الدولة الاموية الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 8:13 pm
الحركات السياسية في زمن الدولة الاموية عهد عبد الملك بن مروان قيل عن عبد الملك بن مروان بانه كان شجاعاً فاضلا ومهذبا ، وقد قال فيه المؤرخون المتزلفون بانه كان ممن حوى علماً كثيراً وحكمة بالغة . هـذا الرجل صعد المنبر في اول خطاب رسم به سياسة بلاده وقال : " ايها الناس : اني والله ما انا بالخليفة المستضعف ولا بالخليفة المداهن ولا بالخليفة المأفون فمن قال برأسه كذا قلنا بسيفنا وكذا ثم نزل " (1). ويقصد بالخليفة المستضعف عثمان بن عفان والخليفة المداهن معاوية بن ابي سفيان ، والخليفة المأفون - ضعيف الرأي - يزيد بن معاوية . هذا هو عبد الملك بن مروان أحسن الخلفاء الامويين حسب قول المقريزي ، ولنرى ماذا فعل عبد الملك بن مروان في حياته ! ان اول ما عمله عبد الملك بن مروان هو قيامه بتنصيب وال من قبله لم تلد الامهات عبر التاريخ اسوأ منه وهو الحجاج بن يوسف الثقفي ، مثال الجريمة والفساد والغلظة والعنف والوحشية . فولاه مكة والمدينة والحجاز واليمن واليمامة ، ثم ولاه الكوفة والبصرة وبلاد الشرق ، بل وخراسان وغيرها ، وترك له المجال مفتوحاً بأن يعيث فساداً في الدولة الاسلامية شرقاً وغرباً . " لقد أحصي من قتله ( الحجاج ) صبرا سوى من قتل في عساكره وحروبه ، فوجد مائة وعشرين الفا ، ومات الحجاج وفي حبسه خمسون الف رجل ، وثلاثون الف امرأة ، منهن ستة عشر الفاً مجردة ، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد ، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء ، وكان له غير ذلك من العذاب " (1). هذا الرجل نصبه الملك العادل والخليفة الحكيم والعالم عبد الملك بن مروان ، كما يقول المؤرخون المتزلفون وبهذا المقياس يمكن التعرف على سائر ملوك بني امية ، ومنهم على سبيل المثال ، الوليد بن عبد الملك الذي جمع الكثير من الخصيان في قصره ، حيث يقول المؤرخون انها الخطة الرذيلة التي كانت في بيت الوليد بن عبد الملك والتي انتشرت عند الكثير من قيادات الجيش . وهذا ان دلّ على شيء فانما يدل على ان الوليد كان مصاباً بالشذوذ الجنسي، وان هذا الشذوذ انتشر الى سائر اصحابه وقواده . اما يزيد ابن الوليد فامره اشهر من ان يذكر ، فقد مات في شبابه لان عشيقته حبّابة الذي كان شغوفاً بحبها توفيت ، فاقام اياما لا يدفنها حزنا عليها حتى جيفت فقيل له : ان الناس يتحدثون بجزعك ، وان الخلافة تجّل عن ذلك ، فقام بدفنها واقام على قبرها وبعدها بايام قلائل مات ، ولقد كان يبكي على " حبابة " بكاء مريرا ، يقول المؤرخون : " كان يزيد ذات يوم في مجلس ، وقد غنّته حبابة وسلاّمة ، فطرب طرباً شديدا ثم قال : اريد ان اطير فقالت له حبابة : يا مولاي فألى من تدع الامة وتدعنا .(2) وقرأ الوليد ذات يوم قوله تعالى : { وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } (ابراهيم/15-16) فدعا بالمصحف الشريف فنصبه غرضاً للنشاب ، واقبل برميه وهو يقول : تهــددنــي بجبــــــــار عنيـــــــد فهـــا انــا ذاك جبــــار عنيـــد اذا ما جئت ربك يـــــوم حشــــر فقل يا رب مزقني الــوليـد (1). ان هؤلاء جميعاً سواءاً يزيد بن الوليد ، او الوليد بن عبد الملك او عبد الملك بن مروان او سليمان بن عبد الملك كانوا يعيشون حياة بذخ وترف وفساد خلقي ، لذلك كانت اعمارهم قصيرة فقد كان بعضهم يثور على الاخر ، وربما قتله شر قتلة . والتاريخ يذكر ذلك كثيرا ، فكثير من الملوك الامويين فُتلوا على فراشهم ، وبعضهم قتلتهم امهاتهم والبعض الاخر قتلتهم زوجاتهم واخوانهم ، فالاخ يقتل اخاه ، كما حدث بالنسبة الى سليمان بن عبد الملك حيث قتل اخاه الوليد ، وقد نتكهن ان فئات المعارضة كانت تجد طريقها الى البلاط الملكي وتغتال بعضهم . وبالرغم من ان هذا شيء ممكن فان المؤرخين لم يذكروه .
ماجد الماجد ~ مؤسس المنتدى ~
عدد مشآرڪآتي : 325ـالنقآآط : 882السٌّمعَة : 2تاريخ الإنتساب : 17/07/2011 العمر : 26
موضوع: رد: الحركات السياسية في زمن الدولة الاموية الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 8:15 pm
الوضع السياسي في عهد عبد الملك اتسعت الخلافات الداخلية في زمن عبد الملك بن مروان بشكل اصبحت معها الدولة الاسلامية اشلاء شتى . يقول المسعودي في مروج الذهب : ســار عبد الملك بن مروان في جيوش اهل الشام فنزل بطنان ينتظر ما يكون مـن امر ابن زياد ( الذي بعثه لحرب جيش المختار الثقفي الذي كان بقيادة ابراهيم بن مالك الاشتر ) . فاتاه خبر مقتله ومقتل من كان معه وهزيمة الجيش في الليل ، كما جاءه خبر مقتل بن دلجة مع جيشه في نفس الليلة وكان على رأس الجيش في المدينة لحرب ابن الزبير ، ثم جاءه خبر ناتل بن قيس من فلسطين من قبل ابن الزبير ومسير مصعب بن الزبير من المدينة الى فلسطين ، ثم جاءه مسير ملك الروم لامري بن فلنط ونزوله المصيصة يزيد الشام ، ثم جاءه خبر دمشق ، وان عبيدها وارباشها - حسب تغييرهم - ( أي المحرومين ) قـد خرجـوا على اهلـها ونزلوا الجبل ، ثم اتاه ان من في السجـن بدمشـق فتحـوا السجـن وخرجوا منه مكابرة ، وان خيل الاعراب اغارت على حمص وبعلبك والبقاع ، وغير ذلك مما نعي اليه من الفطائع في تلك الليلة " (1). في ليلة واحدة سمع كل ذلك لذا باستطاعتك ان تعرف كيف كان الحكم الاسلامي آنذاك وهذه تدل على مدى اضطراب الوضع في الامة الاسلامية وبالتالي على اهتزاز الحكم بينما يزعم بعض المؤرخين ان الخليفة الاموي حينها كان اقوى الخلفاء ، كيف ذلك وهو الذي اراد ان يبايع ابن الزبير لمّا رأى تزعزع حكم الامويين ، الا ان الاشدق اشار اليه بدعوة الناس بمبايعته (2).